الاتصال والتواصل في غمرة التطوّر التكنولوجي الهائل يعدّ الاتصال والتواصل من أهم ما يتميّز بهما العصر، ومن مظاهر التطوّر في هذه الوسائل أصبح العالم قرية صغيرة بل بيتاً صغيراً لسهولة الاتصال والتواصل عبر مختلف الطرق والأشكال، الصوتي، أو الكتابي، أو كلاهما معاً، وظهرت لذلك عناوين عدّة، وكان الإنترنت هو العنوان البارز في كلّ ذلك، وأياً كانت إيجابيّات وسائل الاتصال، فثمت مخاطر قائمة تترتب عليها وهي مختلفة عن بعضها في درجة وقعها السلبي.
أضرار وسائل الاتصال والتواصل - الإفراط في استخدام وسائل التواصل، فهو يؤدي إلى عزلة الإنسان عن محيطه القائم بسبب اندماجه في محيطه الافتراضي، ففي الوقت الذي تنشط فيه التواصلات عبر شبكات التواصل، تضعف وتقلّ مع المحيط القريب والمجاور، فتجد الرجل أو المرأة منفصلين إلى حد ما عن بعضهما في البيت، أوعن باقي الأبناء.
- الحرمان من الاستمتاع بالوحدة أحياناً؛ حيث ينعزل الإنسان عن لذة الاسترسال مع أفكاره وخواطره الخاصّة، وفي هذا نوع قتل لروح الإبداع.
- الاستخدام المفرط لوسائل الاتّصال النصيّة يضعف قدرات التواصل الحواري أحياناً.
- أخطار قاتلة قد تنجم في كثير من الأحيان نتيجة التواصل الخاطئ، كالاتصال أثناء القيادة، وما ينجم عن ذلك من حوادث مروّعة يذهب نتيجتها العديد من الخسائر البشريّة والمادية.
- التواصل العبثي المنجرّ خلف هوى النفس يؤدي إلى حدوث بعض المشاكل الخطرة والنزاعات بين النّاس، على خلفية ذلك ولا سيّما في الأوساط المحافظة دينياً.
- الإفراط في استخدام وسائل التواصل والانترنت بشكل عام يؤدي إلى حدوث إدمان يفوق الإدمان الذي يحدثه الكوكايين ذاته، وقد يؤدي إلى أمراض اجتماعية كالتوحّد، ولا سيّما عند فئات الأطفال.
نصائح عند استخدام وسائل الاتصال والتواصل - تصوّر هدف واضح قبل كلّ اتصال وتواصل، وأن يكون هذا الهدف إيجابيّاً.
- تصور وقت مسبق لفترة الاتصال، فيبقى في حدوده ولا يتجاوزها لغير ضرورة.
- تحديد الشخص المنوي التواصل معه، والبعد عن التواصل العشوائي؛ لما في ذلك من مضيعة للوقت والجهد، وانسلاخ عن المحيط الاجتماعي.
- تفعيل الرقابة الذاتيّة في الأسر ولدى الأفراد؛ بجعل القيم والمبادئ والأخلاق هي الموجّهة لكافة تصرفاتنا، وتفعيل الرقابة الأسريّة من الأبوين والأبناء العاقلين والمدركين لسلوك باقي أفراد الأسرة.
إنّ التواصل بشبكاته المختلفة له أضرار كما نلحظ، وله فوائد عظيمة النفع أيضاً ماديّة أو اجتماعيّة، ففيه تقصير للمسافات وتتابع التواصل ، والاطمئنان على الأحوال المختلفة لمن تربطهم علاقات صداقة أو قرابة، مع ذلك لا بدّ من الحذر الشديد، فالإنسان نفسه من يحدد النتائج التي يجنيها من الاتصال.